الطلاق في المحكمة الكويتية| يحمي الله نفوس البشر ويحقق رغباتهم بالزواج ، وقد أرست الشريعة الإسلامية ضوابط لهذه العلاقة النبيلة التي توحد الرجال والنساء ، بحيث تحميها وتثبتها و تقوم على المودة الأسرية والرحمة والسلام والطمأنينة إنها المتانة والاستمرارية ، أما إذا كان الزواج لا يجلب السلام و الرحمة بين الزوج والزوجة ، وتكثر المشاكل ، ويصعب حلها بأي حال من الأحوال ، فإن الطلاق شرع كحل نهائي لهذا الوضع و يُعرَّف هذا الأخير لغويًا بأنه تحرير من عبودية الأشياء ، لكن في الشريعة الإسلامية فهو تحرير عبودية الزواج بعبارات محددة.
طالع ايضا: قانون الرعاية السكنية للمرآة الكويتية
الطلاق في الكويت
تشير حالة الطلاق إلى مشكلة أزلية تعاني منها بعض الفتيات الكويتيات إذ لا تزال بعض القبائل ترفض تزويج البنات من خارج القبيلة مهما كانت الأسباب ، مقابل التساهل في تزويجهن من أبناء عمومتهن بغض النظر عن الفارق في المستوى التعليمي . و تؤرق الإحصائيات الأخيرة المختصين من باحثي علم النفس والاجتماع ، إذ تعكس نموا ملحوظا في حالات الطلاق في المجتمع الكويتي لا سيما خلال السنوات الأولى من الزواج . فقد أظهرت دراسة حديثة صادرة عن إدارة الإحصاء في وزارة العدل الكويتية، أن إجمالي عدد حالات الطلاق خلال المدة من 2007 وحتى 2017 بلغ 71445 حالة ، و بحسب دراسة وزارة العدل، شهد عام 2014 نحو 6904 حالات طلاق مقابل 13441 حالة زواج، بينما شهد عام 2015 نحو 7327 حالة طلاق مقابل 15412 حالة زواج ، كما أوضحت الدراسة أن حالات الطلاق بلغت 7223 مقابل 14693 زيجة في 2016، كما شهد العام 2017 نحو 7433 حالة طلاق مقابل 13932 حالة زواج .
كيفية الطلاق في الكويت
عملية الطلاق في الكويت للمسلمين و المسيحيين ، فقد تسمح الشريعة الإسلامية للأزواج بتطليق زوجاتهم بالقول ” أنا أطلقك ” ثلاث مرات قبل أن يصبح هذا الطلاق نهائيًا . بعد النطقين الأولين ، يجوز للزوج أن يبطل الطلاق في غضون 90 يومًا ، ولكن في المرة الثالثة يجعله نهائيًا ، ولا يمكنه أن يتزوجها مرة أخرى إلا إذا تزوجت أولاً وطلقها رجل آخر ، و يمكن للزوج أو الزوجة رفع دعوى ضد بعضهما البعض في المحكمة ، حيث ستعرض عليهم المحكمة خدمات مستشار الزواج مجانًا ، سواء للكويتيين أو غير الكويتيين و إذا أصر الطرفان فسيتعين عليهما فقط الذهاب إلى أحد الشيوخ في المحكمة ليتم الطلاق رسميًا. وإلا يمكنهم رفع دعوى تسمى ضرر الطلاق ، حيث يربح أحدهم القضية للحصول على جميع الحقوق كما ينص القانون الشيعي على وجوب مثول الرجل أمام القاضي ليكون الطلاق رسميًا ليسهل القانون السني على الرجل الطلاق ، لأنه يحتاج فقط إلى تسجيل الطلاق لدى مسجل محكمة الأحوال الشخصية و إذا رفضت الزوجة إبطال الطلاق ، فعليها الذهاب إلى المحكمة للحصول على الطلاق الرسمي حيث يمكن للمرأة في الزواج السني و الشيعي تطليق أزواجهن و يعتبر الطلاق الذي تقوم به الزوجة نهائيا و بموجب القانون السني يجوز للزوجة أن تذكر أسباباً متنوعة لدعم الطلاق ، لكن القانونين السني والشيعي لا يسمحان للمرأة بتطليق زوجها لمجرد أنه تزوج من امرأة أخرى . أما بخصوص الوافدين فيمكن أن يكون الحصول على الطلاق في الكويت كمغترب عملية مرهقة للغاية ولكنها ضرورية أولاً من أجل محاولة تقديم طلب الطلاق في الكويت ، يجب أن يكون لدى الوافدين شهادة رخصة زواج (الترجمة العربية موثقة ، إذا كان متزوجًا خارج الكويت) ، وبطاقات الهوية المدنية وجوازات السفر لكلا الزوجين و إذا كنت متزوجًا في الكويت وكان كلا الزوجين لا يزالان مقيمين في الكويت ، فيمكنك تقديم طلب للحصول على الطلاق في نفس اليوم ، إذا لم تكن هناك قضايا للتقاضي مثلا كالنفقة إلى آخره و إذا كنت كذلك متزوجًا خارج الكويت وكان كلا الزوجين لا يزالان مقيمين في الكويت ، فيجب عليك رفع دعوى للطلاق للحصول على حكم من المحكمة فغالبًا ما نتلقى مكالمات هاتفية عندما لا يكون الزوج و الزوجة مقيمًا داخل الكويت و في هذا الصدد ، يمكنك تقديم طلب الطلاق إما في الكويت أو في الدولة التي يقيم بها الزوج الآخر و يجب أن يدرك الزوجان أنه من الصعب رفع دعوى عندما يكون الزوج الآخر مقيمًا خارج الكويت لأن المحاكم قد تواجه مشكلة في محاولة تقديم إشعار في البلد الأجنبي في حين لا يمكن لأحد توقع الطلاق عند الزواج ، إلا أن الوافدين يجب أن يكونوا على دراية بعملية الطلاق داخل الكويت إذا كانوا يخططون للإقامة هنا لفترة طويلة .
و في معظم حالات الطلاق ، يُطلب من الرجال بموجب القانون دفع مدفوعات نفقة شهرية لكل طفل يولد من زواجهم . وتعتمد هذه المدفوعات على راتب الزوج وتأخذ في الاعتبار قدراته المالية والتزاماته . وتستمر المدفوعات للفتيات حتى الزواج وللأولاد حتى بلوغهم سن 18 عامًا و سيتعين على الزوج أيضًا توفير الأموال لتغطية السكن والمواصلات والنفقات المنزلية الأخرى أما عن المسيحيين المقيمين في الكويت فيمكن لهم الزواج أو الطلاق في الكنيسة أو في المحاكم بموجب الشريعة الإسلامية حيث ستقدم الكنيسة تفاصيل الوثائق والرسوم والمتطلبات الأخرى ، لكنها تحتاج إلى توقيع كاتب عدل في وزارة العدل إضافة إلى أن الطلاق قد يستغرق وقتا طويلا حسب الظروف و إذا كان هناك اعتداء جسدي أو إذا كان هناك أطفال فلن ينظر القاضي عادةً في الطلاق دون الرجوع إلى مستشار الزواج فهناك فريق من المستشارين المحترفين ذوي الخبرة الذين يحاولون جعل كلا الطرفين يعملان على الزواج . في بعض الأحيان لا يرغب الشريك في التعاون أو يتفق الطرفان على عدم الذهاب للاستشارة في هذه الحالة ، يتم توقيع الورقة من قبل الطرفين وإعادتها إلى المحكمة ، حيث تبدأ إجراءات الطلاق.
الخاتمة
وضعت الشّريعة الإسلامية وسائل لحلّ المشكلات والخلافات و النزاعات التي تحدث بين الزوجين و ذلك انطلاقاً من ضرورة حفظ البيوت وأهميّة الرابطة المقدسة بينهما ، و وسائل حلّ المشكلات الموعظة الحسنة ، فالزّوج الصّالح ينصح زوجته إذا أخطأت ويذكّرها بالله بأسلوب حسن وفي وقت مناسب، فإذا اتّعظت كان المراد ، وإذا لم تتّعظ اتخذ أساليب أخرى معها ، كأن يهجرها في المضجع ،فإذا لم تنجح كانت آخر الوسائل ضربها ضرباً خفيفاً غير مبرح لا يؤذي فيه الوجه ولا يكسر العظم ، فإذا لم ينفع ذلك كلّه بعثا حَكماً من أهلها وحَكماً من أهله يتشاوران للإصلاح بينهما ، وإن لم ينجح كل هذا في الإصلاح كان الطلاق حلاً أخيراً وعلاجاً اضطراريّاً ،ونحن لدينا الخبرة اللازمة في جميع منازعات الأحوال الشخصية ورفع قضايا الطلاق والنفقة وبالإضافة الى الاستشارات القانونية.
طالع ايضا: حماية الطفل من التحرش في القانون الكويتي