استشارات قانونية مؤخر الصداق في الكويت

مؤخر الصداق – ينتج عقد الزواج بمجرد إبرامه آثارا قانونية هامة تجاه الزوج والزوجة ويتمتع كل منهما بحقوق ويتحمل كلاهما في المقابل جملة من الواجبات ومن بين الآثار الهامة المنبثقة عن عقد الزواج والتي كرسها المشرع الكويتي مثل غيره من التشريعات الإسلامية نجد الصداق أو ما يسمى بالمهر، فـ ما معنى مؤخر الصداق ؟

لم يعرف المشرع الكويتي الصداق وإنما أورد بعض الأحكام المؤسسة لنظامه القانوني وذلك بالمواد 52 إلى 73 من قانون الأحوال الشخصية الكويتي لسنة 1984.

إلا أنه باستقراء أحكام الشريعة الإسلامية، نجد تعريفا عاما للصداق يتمثل فيما يلي: “الصداق هو ما تستحقه الزوجة من الزوج بسبب النكاح”. وقد أجاز المشرع الكويتي تأجيل دفع المهر أو ما يُعرف بمؤخر الصداق. وعلى المستوى العملي، ترد على المحامي استشارات تتعلق بمؤخر الصداق تستوجب من المحامي دراية ومعرفة بالنظام القانوني لمؤخر الصداق لكي تكون ارشاداته بخصوص مثل هذه الاستشارات مبنية على أسس سليمة. فما هو النظام القانوني لمؤخر الصداق ؟ وكيف ترد الاستشارات في هذا الشأن؟

النظام القانوني لمؤخر الصداق

شروط رفع دعوى مؤخر الصداق

تعرض المشرع الكويتي لمسألة مؤخر الصداق بالمادتين 56 و57 من قانون الأحوال الشخصية الكويتي.

فقد مكنت المادة 56 الزوج من تأجيل دفع بعض المهر بالاتفاق مع زوجته.

وعند عدم الاتفاق على ذلك يتم الاحتكام إلى العرف فيمكن تأجيل بعض المهر أو كله على أن يستحق المهر عند حلول أقرب الأجلين: البينونة أي الطلاق البائن، أو الوفاة وذلك طبق مقتضيات المادة 57 من قانون 1984.

فإذا حل الطلاق البائن قبل الوفاة، فإنه يتعين على الزوج دفع المهر في جزئه المتبقي أو المهر بأكمل إذا اتفق على تأجيل كامل الصداق.

أما إذا لم يتم الطلاق بعد أو حصل الطلاق ولم تتم الزوجة المطلقة عدتها، وتوفي أحد الزوجين أثناء ذلك، فيحل عندئذ أجل دفع الصداق فيدفع الزوج الصداق لورثة الزوجة إذا توفيت الزوجة أو يدفع ورثة الزوج الصداق لزوجة إذا كان المتوفى هو الزوج.

لكن ذلك لا يمنع دفع مؤخر الصداق قبل الطلاق أو الوفاة.

وقد تعرض القضاء الكويتي لمسألة مؤخر الصداق حين ميزه عن نفقة العدة والمتعة. فقد أقر أن وجه الاختلاف بينهما هو من حيث السبب القانوني. فمؤخر الصداق مصدره الزواج أما نفقة العدة والمتعة فمصدرها هو الطلاق. ورتب على ذلك اعتبار كل من دعوى مؤخر الصداق من جهة ودعوى نفقة العدة والمتعة من جهة أخرى دعويين مستقلتين عن بعضهما.

طرق ورود الاستشارات المتعلقة بمؤخر الصداق

يستشار المحامي بخصوص مسألة مؤخر الصداق غالبا من قبل الزوج أو الزوجة.

فلو فرضنا أن الزوج هو الذي قام باستشارة المحامي، فإن وقائع الاستشارة التي يقدمها للمحامي يمكن أن تندرج في إطار قضية طلاق أو في إطار قضية مدنية يثيرها ورثة الزوجة بعد وفاتها فيطلب الزوج من المحامي تقدير احتمالات صدور حكم لصالح الزوج يعفيه كليا أو جزئيا من دفع مؤخر الصداق من عدمه على ضوء الوقائع التي قدمها له الزوج.

كما يمكن ألا تتعلق وقائع الاستشارة بنزاع قائم أمام القضاء لكنه محتمل الوقوع، فيستشير الزوج المحامي حتى يتمكن من انتهاج التصرف الصحيح الذي يمكن من المحافظة على حقوقه ومصالحه.

أما لو فرضنا أن الزوجة هي التي قامت بالاستشارة فإن وقائع الاستشارة التي تقدمها للمحامي يمكن أن تندرج في إطار قضية طلاق أو قضية ضد ورثة الزوج في صورة وفاته، فتطلب من المحامي إرشادها إلى مدى إمكانية الحصول على مؤخر صداقها من عدم ذلك.

كما يمكن ألا تتعلق بنزاع موجود ولكنه محتمل الوقوع، فتستشير المحامي لكي يرشدها إلى التصرف الصحيح الذي يمكنها من الحصول على مؤخر صداقها.

الخاتمة:

إن الأحكام القانونية المتعلقة بمؤخر الصداق رغم اقتضابها في القانون الكويتي إلا أنها عرفت تطبيقات واسعة سواء على مستوى القضاء أو على مستوى الاستشارات القانونية .