جريمة الضرب المفضي إلى الموت في القانون الكويتي | لقد حافظت الشريعة الإسلامية على المصالح العامة وصيانتها ودرء المفاسد بإحكم الطرق ومن أعظم تلك المصالح هو الحفاظ على النفس من الاعتداء عليها بالقتل أو الجرح ،ولقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم ” كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فيها أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ وَٱلْعَيْنَ بِٱلْعَيْنِ وَٱلْأَنفَ بِٱلْأَنفِ وَٱلْأُذُنَ بِٱلْأُذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِۦ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُۥ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ”
فتلك النصوص القرانية توضح صراحة تحريم القتل والاعتداء على النفس بإتلاف الأطراف والجراح ،ولهذا فالقصاص هو من أشد العقوبات في الشريعة الإسلامية لأن فيه الكفاية للردع والزجر ،وهذا لأن حفظ النفس من الضروريات الخمس ولذلك قام المشرع الكويتي بالنص على جريمة الضرب المفضي الى الموت في قانون الجزاء رقم 16 لسنة 1960م.
طالع ايضا: جريمة السطو المسلح في القانون الكويتي
اولاً :- مفهوم الضرب
يعرف الضرب اصطلاحا بإنه إيقاع شيء على شيء بقوة، كضرب الشيء باليد، وبالعصى وبالسيف ويعرف الضرب المفضي الى الموت بإنه الضرب الموصل الى الموت أو المؤدى الى الموت الو المنتهى الى الموت .
جريمة الضرب المفضي الى الموت هي الحالة التي يؤدي فيها الضرب أو الجرح العمدي إلى وفاة الضحية ، وهذا على عكس جريمة القتل العمدي ، إذا يكمن الفرق بينهما في كون الفاعل في جناية القتل العمدي كان يقصد إحداث الوفاة ، إذ أن الجاني يؤدي إلى إزهاق روح المجني علية ،ولكن في جريمة الضرب المفضي الى الموت لم يقصد من فعله تحقيق النتيجة بقتل المجنى عليه ولكن القصد يقتصر على المساس بسلامة جسم المجنى عليه ولكن النتيجة تجاوزت ذلك الى الوفاة والتي تعد نتيجة غير مقصودة من الأساس .
ثانياً:- أركان جريمة الضرب المفضي الى الموت
- الركن المادي للجريمة
يتمثل الركن المادي لهذه الجريمة في فعل المساس بسلامة جسم المجني عليه او صحته ، فقد يكون ضريا أو جرحا، فالاعتداء يجب أن يتم ممارسته من شخص على شخص مهما كان سنه أو جنسه ،ويقع الضرب بأداة مثل العصا أو الحجر، وقد يقع الضرب على جسم المجني عليه بقبضة اليد أو بالركل بالقدم، أو باللطم بالكف .
- الركن المعنوي للجريمة
يتحقق القصد الجنائي في جرائم الضرب والجرح والتعدي إذا ارتكب الجاني الفعل المكون للجريمة عن إرادة وعلم ، بأن فعله هذا يترتب عليه المساس بسلامة جسم المجني عليه ، ويجب أن تكون إرادة الجاني قد اتجهت إلى النشاط المادي الذي صدر منه والذي ترتب عليها المساس بسلامة جسم المجني عليها فلا يتوافر القصد الجنائي ولات تلحق الجاني مسؤولية على الأطلاق لعدم توفر النشاط الإجرامي لديه حتى يثبت أن الضحية كان محل للأكراد البدني وسلبت إرادته وكانت مجرد أداة استخدمت في إيذاء الغير في سلامة جسمه.
ثالثاُ:- عقوبة جريمة الضرب المفضي الى الموت في القانون الكويتي
نصت المادة (152) من قانون الجزاء الكويتي على ” كل من جرح او ضرب غيره عمدا او اعطاه مواد مخدرة ، دون ان يقصد قتله ، ولكن الفعل افضى الى موته ، يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز عشر سنين ، ويجوز ان تضاف اليه غرامة لا تجاوز عشرة آلاف روبية.”
يتبين من تلك المادة ان العقوبة المنصوص عليها في القانون الكويتي لتلك الجريمة هو الحبس بحيث لا تتعدى مدة عشر سنوات ويجوز أن يضاف اليه غرامة لا تتجاوز العشرة الاف.
الخاتمة
تعد جريمة الضرب المفضي الى الموت جريمة خطرة ولذلك نص عليها القانون الكويتي ،ونحن متخصصون في تلك الجرائم وفى رد الحقوق الى كل من تم التعرض عليه بالضرب والاعتداء.
طالع ايضا : الطعن بالتمييز في الكويت
