المحامي حسين شريف الشرهان
تحتفل الأمة الإسلامية اليوم بميلاد خير الخلق، وحبيب الرحمن، هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء والمرسلين؛ الرحمة المهداة الى العالمين، لقد ارسل الله رسول الله ليكون آخر الأنبياء والرسل، فلا نبي بعده، وتكون رسالته للعالم أجمع، ولقد جعل الله عز وجل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رحمة مهداة الى العالمين، فيقول الله عز وجل في كتابه الكريم في سورة الأنفال “مَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚوَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق”، ويتضح من تلك الأحاديث والآيات الكريمة، إن الله جعل لنبيه محمد صلى الله عليه وآل محمد مكانة عظيمة بين البشر.
ويقول عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ : “إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه، فابتعته برسالته”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم”، فلقد أصطفى الله نبيه الكريم ليخرج البشر من الظلم والفساد المنتشرين في العالم في، وذلك الوقت العرب في شبه الجزيرة عبارة عن مجموعة من القبائل تنبش الحروب بينهم لأسفه الأسباب وتستمر لأعوام طويلة يسفك فيها الدماء مثل حرب البسوس التي استمرت لأربعين عاماً؛ وليس لهم مكان يذكر في التاريخ في ذلك الوقت، فجاء النبي الكريم ليخرج العرب من حالة الحرب والظلم وينشر بينهم العدل والرحمة ونذكر هنا مقولة جعفر بن إبى طالب للنجاشي ولى الحبشة يختصر فيها حال العرب قبل مجيء النبي الكريم وبعد مجيئه، حيث قال جعفر للنجاشي “أيها الملك، كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه، وأمانته وعفافة، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نحن نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئاً، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام – قالت: فعدد عليه أمور الإِسلام – فصدقناه، وآمنا به واتبعناه على ما جاء به، فعبدنا الله وحده، فلم نشرك به شيئاً، وحرمنا ما حرم علينا وأحللنا ما أحل لنا”
نحن اليوم لم يقدر الله لنا رؤية نبيه الكريم ولكننا نشأنا على حب رسول الله، فنحتفل بمولده الكريم تعظيماً وتكريماً لأفضل خلق الله .